مرت المحادثة بسلام ووالدي يعيشان في وهم ظانين أنني في أحسن الأحوال داخل هذه
المدرسة.
مرت سنوات من مجيئي، أطيع كل الأوامر التي تعطى لي دون أن أعصيها، مما أدى إلى صعودي لمراتب أعلى وإعطائي بعض الحقوق كالخروج لمدة خمس دقائق، ومن هنا يبدأ الأمل.
لم أقم بأي انفعال غريب في المرات الأولى حتى لا يدخل الشك أذهان الآخرين، وفي حقيقة الأمر، كنت أحلل كل الطرق لكي تنجح عملية الهروب، بدأ بالغابة والأماكن السرية الموجودة فيها. اتضح لي أن الحراس المختبئين يتبادلون الأدوار مرتين في اليوم، و يستغل وصول كل واحد لمركزه ثلاث دقائق، وهو الوقت الذي يلزمني لقطع أبعد مسافة عن المدرسة.
جاء وقت تطبيق الخطة، خرجت كعادتي لأستنشاق بعض الهواء لكن هذه المرة لن أعود. إنه وقت تغيير أدوار الحراس، الآن أو أبدا، ركضت بكل ما لدي من سرعة وسط الغابة دون أن أعلم وجهتي، بدأت بالقلق: "ماذا سيحدث إن وجدوني، كيف أذهب للبيت، لماذا أغامر بحياتي!؟". وبعد نصف ساعة من
الركض المتواصل وسط الغابة، أسمع أخيرا هجيج السيارات، "إنه الطريق السيار!!" لحسن حظي، سرع ما التحقت بالطريق، وقفت سيارة سوداء، ظننت أنها آخر لحظات حياتي، حتى أسمع:
! ـ أيها الفتى
إنها عائلة، وتريد مساعدتي. أجبته خائفا أرتجف:
ـ أ...أ...أيمكنك مساعدتي؟ لقد ضعت.
.ـ بالطبع! اركب.
ـ لم أفكر ولا ثانية، ركبت، و هنا بدأت أطمإن، حدثته عن أين كنت و ذهب بي لأقرب مركز شرطى ليستدعوا والدي. لما وصلت للمركز ، بدأ شرطي بأخذ بعض المعلومات عني، فجأة بدأت بسماع صوت بعيد يناديني باسمي
Commentaires
Enregistrer un commentaire