دخلنا لواحد من المباني، فإذا بصراخ هائج، صوت المعانات يعم المكان. مرت عشر دقائق و أنا أنتظر دوري، ها قد تمت مناداتي باسمي و أرغموني على نزع ملابسي ثم الاستحمام بمضاد للقمل و طاقم المدرسة يبحلقون في. تم رمي في ذلك المبنى اللبك، ذو المساحة الصغيرة و النوافذ القليلة، و رغم ذلك يحتوي على عدد كبير من الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين اثنى عشر و سبعة عشر سنة. أول شيئ قاموا به هو تعيين أخ كبير لي و الذي أعطاني لقب عامل دون أن يزيد كلمة عن ذلك،
وأدرجني بعد ذلك لغرفة خالية، فيها كرسي في الوسط و لائحة حيطية ...فيها كل القوانين الغريبة التي يجب اتباعها: لا تضحك كثيرا، لا تنظر من النافذة، لا تفكر في الهروب
مرت أسابيع من مجيئي لهذا الجحيم، أسابيع مريرة من العمل الشاق وقلة النوم والأكل. وفي أحد الأيام، وأنا أقوم بالتنظيف، كلمت أحد الأطفال الذين يقومون بنفس مهمتي، و ما لم يتم قوله هو أنه ممنوع الحديث مع العمال مثلك، مما أدى إلى عقابي بما يسمونه بالإجتماع العام، قاموا باجلاسي على كرسي أمام كل من يقطن بذلك البيت ثم قاموا بشتمي واخراج كل مالديهم من حقد تجاهي، ومن هنا علمت منبع الصراخ وأصوات المعانات التي سمعتها في أول يوم لي، "لا يمكن لي البقاء هنا، وكل ما نقوم به هنا هو العمل طوال النهار و الصراخ في وجه الآخرين". بدأت أفكار ووساوس الفرار تغزو دماغي ليل نهار, وخلال تفكيري في وسيلة للهروب جاءني أحد المؤطرين ،.بخبر،"أنت، تعال و تحدث لوالديك"، وأخيرا فرصة للنجاة
Commentaires
Enregistrer un commentaire